بسم الله الرحمن الرحيم
يعتبر عبد القدير خان أبا القنبلة النووية الباكستانية وكان قد درس في بعض الجامعات الأوروبية وخاصة ألمانيا وهولندا وبلجيكا فبدأ أواسط الستينيات بجامعة برلين التقنية حيث قضى سنتين في التدريب قبل أن يلتحق بجامعة دلفت التكنولوجية بهولندا عام 1967 ومنها نال درجة الماجستير ثم أنهى تكوينه بجامعة لوفين البلجيكية عام 1972 فحصل فيها على درجة الدكتوراه.
توظف عبد القدير بعد حصوله على الدكتوراه في شركة هندسية هولندية بوصفه كبير خبراء المعادن وتسمى شركة (FDO). ويعرف عن هذه الشركة أنها كانت يومها على صلة وثيقة بمنظمة "اليورنكو" المهتمة بتخصيب اليورانيوم.
وكان تفجير الهند قنبلتها النووية الأولى عام 1974 سببا في استنفار باكستان جهودها من أجل التوازن مع جارتها العدوة، فقام رئيس الوزراء الباكستاني ذو الفقار علي بوتو باستدعاء عبد القدير عام 1975 من هولندا ليسند إليه رئاسة برنامج باكستان النووي.
انطلق هذا البرنامج على يد عبد القدير الذي أشرف في مدينة كاهوتا القريبة من مدينة راولبندي على إنشاء معامل هندسية للبحوث عام 1976، وقد سميت تلك المعامل منذ عام 1981 بـ"معامل الدكتور عبد القدير خان للبحوث" تثمينا لجهوده البحثية.
وقد ساعده كتمانه الشديد على نجاح مشروع إنشاء القنبلة النووية الباكستانية كما ساعدته علاقاته بالشركات الغربية ذات الصلة بميدان التخصيب وبناء آلات الطرد المركزي على أن يشتري ما يعينه على بناء مختبراته وعلى تطوير بحوثه.
وفي عام 1981 نشر عبد القدير كتاب "القنبلة الإسلامية" بالإنجليزية كما نشر حوالي 150 بحثًا علميًا في مجلات علمية عالمية.
وفيما بين 18 و21 سبتمبر/ أيلول 1986 حدث أول تفجير نووي باكستاني تحت سطح الأرض حسب صحيفة الواشنطن بوست الأميركية.
وقد حصل عبد القدير على 13 ميدالية ذهبية من معاهد ومؤسسات مختلفة ومُنح وسام "هلال الامتياز" عام 1989 ثم "نيشان الامتياز" عام 1996 وقد منحته إياهما باكستان تقديرا لجهوده.
ويذكر أن البرنامج النووي الباكستاني الذي أتمه عبد القدير في ستة أعوام يستغرق عقدين من الزمان في الدول الغربية ذات التقاليد الراسخة في مجال الصناعة النووية. كما يذكر أن المختبرات التي يشرف عليها خان تنتج أفضل يورانيوم مخصب في العالم.
**اتهام باكستان وعبد القدير خان***
تعرضت حكومة كراتشي للعديد من الضغوط من الدول الغربية بدءا بالعقوبات الاقتصادية ثم حظر التعامل التجاري فضلا عن الحملات الإعلامية التي استهدفت الشخصيات الباكستانية.
وتوج الهجوم برفع قضية على الدكتور عبد القدير خان بداية الثمانينيات في هولندا تتهمه بسرقة وثائق نووية سرية، وهو أمر نفاه الدكتور وفندته حكومة كارتشي مرارا، وقد اسقطت التهمة محكمة أمستردام العليا بعد ذلك.
وقد تم استجواب عبد القدير خان وبعض علماء الذرة الباكستانيين منذ شهر ديسمبر/كانون الأول 2003 من طرف الأمن الباكستاني بشأن احتمال وجود علاقة بين البرنامجين النوويين في باكستان وإيران.
وقد ذكرت تقارير غربية أن باكستان ربما تكون قد باعت أسرارا نووية للعديد من البلدان مثل كوريا الشمالية وإيران وليبيا. وهو أمر دأبت حكومة كراتشي على نفيه باستمرار.
ولا يستبعد بعض المراقبين أن يكون كشف ليبيا عن حقيقة قدراتها النووية لأجهزة الاستخبارات الأميركية والبريطانية عاملا ساعد في معرفة ما إذا كانت باكستان قد باعت التكنولوجيا النووية لليبيا أو غيرها.
وتحاول حكومة كراتشي -حسب بعض المحللين- أن تجعل علماء الذرة الباكستانيين ومن بينهم عبد القدير هم من سرب هذه التكنولوجيا إلى الخارج لا الحكومة الباكستانية.
ويبقى السؤال المطروح هل ستضحي كراتشي بهؤلاء العلماء بعد أن مكنوها من امتلاك رادع نووي وحققت مع نيودلهي بفضل جهودهم توازنا كانت في أمس الحاجة إليه؟
المصدر :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق