الأحد، 27 مايو 2012

حوار مع ملحد بعيدا عن لغة الشيوخ 2: الاعجاز اللغوي في القرآن الكريم



قال محمد ل " ان تستطيع قراءة لافتة " قف " و انت راجع لبيتك لا يعني انك قادر على التحدث عن لغة القرآن فواحد من جحافلة اللغة العربية " سيباويه " لم يطعن فيه لا هو و لا من عاشوا زمانه فكيف تفعل انت ؟
عموما أنا أحب المنطق لدالك ساستخدمه هنا على شكل أسئلة :
1 - العرب آنداك كانوا يستطيعون ان يهجوا الشخص في عشرات الابيات الشعرية من دون كتابتها و مراجعتها و تنقيحها نتيجة لقوتهم اللغوية . و مع هدا لم يطعنوا في القرآن . فلمادا ؟
2 - الجميع يعلم بان العدو يبحث عن نواقص الآخر ليهزمه  ما يعني انه لو كان في القرآن أخطاء نحوية لطعن فيه المشركون ام انني مخطئ ؟
3 - لمادا اعترف المشركون باعجازه اللغوي ان كان مليئا بالأخطاء و لم يتخدوه حجة عليه ؟ ام انهم نسوا دلك ؟


لنستعرض بعض الأمثلة للتبيين :

 في قراءتي لأحد المواقع المسيحية وجدت الموضوع التالي وأريد منكم بعض الشرح لتنيروا به دربي في المجال الدعوي .. أخطاء لغوية في القرآن 1. البقرة آية 196 (تلك عشرة كاملة)، والصواب: تلك عشرٌ كاملة . 2. الأعراف آية 160 (اثنتي عشرة أسباطا)، والصواب: التذكير في الأول والإفراد في الثاني ، أي: اثني عشر سبطا. 3. النساء آية 162 (والمقيمين الصلاة والمؤتون الزكاة)، والصواب: والمقيمون الصلاة. 4. المائدة آية 69 (والصابئون والنصارى)، والصواب: والصابئين. 5. المنافقون آية 10 (وأكن من الصالحين)، والصواب: وأكون بالنصب. 6. آل عمران آية 59 (ثم قال له كن فيكون)، والصواب: فكان. 7. الصافات آية 130 (سلام على إلياسين)، والصواب: إلياس. 8. التين آية 2 (وطور سينين)، والصواب: سيناء. 9. الحج آية 19 (هذان خصمان اختصموا في ربهم)، والصواب: اختصما في ربهما. 10. الحجرات آية 9 (وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما)، والصواب: اقتتلتا أو: بينهم. 11. الأنبياء آية 3 (وأسروا النجوى الذين ظلموا)، والصواب: وأسر النجوى.
1- رفع المعطوف على المنصوب.
جاء في سورة المائدة 5: 69 (( إِنَّ الذِينَ آمَنُوا وَالذِينَ هَادُوا )) وَالصَّابِئُونَ . وكان يجب أن ينصب المعطوف على اسم إن فيقول والصابئين كما فعل هذا في سورة البقرة 2: 62 والحج 22: 17.2 - نصب الفاعل.
جاء في سورة البقرة 2: 124 (( لَا يَنَالُ عَهدِي الظَّالِمِينَ )) . وكان يجب أن يرفع الفاعل فيقول الظالمون .3 - تذكير خبر الاسم المؤنث.
جاء في سورة الأعراف 7: 56 (( إِنَّ رَحمَةَ اللهِ قَرِيبٌ مِنَ المُحسِنِينَ )). وكان يجب أن يتبع خبر إن اسمها في التأنيث فيقول قريبة .
4 - تأنيث العدد وجمع المعدود.
جاء في سورة الأعراف 7: 160 (( وَقَطَّعنَاهُم اثنَتَي عَشرَةَ أَسبَاطاً أُمَماً)) . وكان يجب أن يذكر العدد ويأتي بمفرد المعدود فيقول اثني عشر سبطاً .5 - جمع الضمير العائد على المثنى.
جاء في سورة الحج 22: 19 (( هذا نِ خَصمَانِ اختَصَمُوا فِي رَبِّهِم )). وكان يجب أن يثنّي الضمير العائد على المثنّى فيقول خصمان اختصما في ربهما6 - أتى باسم الموصول العائد على الجمع مفرداً.
جاء في سورة التوبة 9: 69 (( وَخُضتُم كَالذِي خَاضُوا )) . وكان يجب أن يجمع اسم الموصول العائد على ضمير الجمع فيقول خضتم كالذين خاضوا .7 - جزم الفعل المعطوف على المنصوب.
جاء في سورة المنافقون 63: 10 (( وَأَنفِقُوا مِمَّا رَزَقنَاكُم مِن قَبلِ أَن يَأتِيَ أَحَدَكُمُ المَوتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَولاَ أَخَّرتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِنَ الصَّالِحِينَ )) وكان يجب أن ينصب الفعل المعطوف على المصوب فأَصدق وأَكون .8 - جعل الضمير العائد على المفرد جمعاً.
جاء في سورة البقرة 2: 17 (( مَثَلُهُم كَمَثَلِ الذِي استَوقَدَ نَاراً فَلَمَّا أَضَاءَت مَا حَولَهُ ذَهَبَ اللهُ بِنُورِهِم )) . وكان يجب أن يجعل الضمير العائد على المفرد مفرداً فيقول استوقد... ذهب الله بنوره .9 - نصب المعطوف على المرفوع.
جاء في سورة النساء 4: 162 (( لَكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي العِلمِ مِنهُم وَالمُؤمِنُونَ يُؤمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبلِكَ وَالمُقِيمِينَ الصَّلَاةَ وَالمُؤتُونَ الزَّكَاةَ وَالمُؤمِنُونَ بِاللهِ وَاليَومِ الآخِرِ أُولَئِكَ سَنُؤتِيهِم أَجراً عَظِيماً )). وكان يجب أن يرفع المعطوف على المرفوع فيقول والمقيمون الصلاة .10 - نصب المضاف إليه.
جاء في سورة هود 11: 10 وَلَئِن أَذَقنَاهُ نَعمَاءَ بَعدَ ضَرَّاءَ مَسَّتهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئَاتُ عَنِّي إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ . وكان يجب أن يجرَّ المضاف إليه فيقول بعد ضراءِ .11 - أتى بجمع كثرة حيث أريد القلة.
جاء في سورة البقرة 2: 80 (( لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّاماً مَعدُودَةً )) . وكان يجب أن يجمعها جمع قلة حيث أنهم أراد القلة فيقول أياماً معدودات .12 - أتى بجمع قلة حيث أريد الكثرةز
جاء في سورة البقرة 2: 183 و184 (( كُتِبَ عَلَى الذِينَ مِن قَبلِكُم لَعَلَّكُم تَتَّقُونَ أَيَّاماً مَعدُودَات )) . وكان يجب أن يجمعها جمع كثرة حيث أن المراد جمع كثرة عدته 30 يوماً فيقول أياماً معدودة .13 - جمع اسم علم حيث يجب إفرادهز
جاء في سورة الصافات 37: 123-132 (( وَإِنَّ إِليَاسَ لَمِنَ المُرسَلِينَ... سَلاَمٌ عَلَى إِليَاسِينَ ... إِنَّهُ مِن عِبَادِنَا المُؤمِنِين )) . فلماذا قال إلياسين بالجمع عن إلياس المفرد؟ فمن الخطا لغوياً تغيير اسم العلَم حباً في السجع المتكلَّف. وجاء في سورة التين 95: 1-3 وَالتِّينِ وَالزَيتُونِ وَطُورِ سِينِينَ وَهَذَا البَلَدِ الأَمِينِ . فلماذا قال سينين بالجمع عن سيناء؟ فمن الخطالغوياً تغيير اسم العلَم حباً في السجع المتكلف.14 - أتى باسم الفاعل بدل المصدر.
جاء في سورة البقرة 2: 177 (( لَيسَ َالبِرَّ أَن تُوَلُّوا وُجُوهَكُم قِبَلَ المَشرِقِ وَالمَغرِبِ وَلَكِنَّ البِرَّ مَن آمَنَ بِاللهِ وَاليَومِ الآخِرِ وَالمَلائِكَةِ وَالكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ )) . والصواب أن يُقال ولكن البر أن تؤمنوا بالله لأن البر هو الإيمان لا المؤمن.
15 - نصب المعطوف على المرفوع.
جاء في سورة البقرة 2: 177 (( وَالمُوفُونَ بِعَهدِهِم إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي البَأسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ البَأسِ )) . وكان يجب أن يرفع المعطوف على المرفوع فيقول والموفون... والصابرون .16 - وضع الفعل المضارع بدل الماضي.
جاء في سورة آل عمران 3: 59 (( إنّ مثَل عيسى عند الله كمثَل آدمَ خلقه من ترابٍ ثم قال له كن فيكون )). وكان يجب أن يعتبر المقام الذي يقتضي صيغة الماضي لا المضارع فيقول قال له كن فكان .17 - لم يأت بجواب لمّا.
جاء في سورة يوسف 12: 15 (( فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجمَعُوا أَن يَجعَلُوهُ فِي غَيَابَةِ الجُبِّ وَأَوحَينَا إِلَيهِ لَتُنَبِّئَنَّهُم بِأَمرِهِم هذا وَهُم لاَ يَشعُرُونَ )) . فأين جواب لمّا؟ ولو حذف الواو التي قبل أوحينا لاستقام المعنى.18 - أتى بتركيب يؤدي إلى اضطراب المعنى.
جاء في سورة الفتح 48: 8 و9 (( إِنَّا أَرسَلنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيرا لتُؤمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكرَةً وَأَصِيلاً )) . وهنا ترى اضطراباً في المعنى بسبب الالتفات من خطاب النبي محمد (صلى الله عليه واله) إلى خطاب غيره. ولأن الضمير المنصوب في قوله تعزّروه وتوقروه عائد على الرسول المذكور آخراً وفي قوله تسبحوه عائد على اسم الجلالة المذكور أولاً. هذا ما يقتضيه المعنى. وليس في اللفظ ما يعينه تعييناً يزيل اللبس. فإن كان القول تعزروه وتوقروه وتسبحوه بكرة وأصيلاً عائداً على الرسول يكون كفراً، لأن التسبيح لله فقط. وإن كان القول تعزروه وتوقروه وتسبحوه بكرة وأصيلاً عائداً على الله يكون كفراً، لأنه تعالى لا يحتاج لمن يعزره ويقويه!!19 - نوَّن الممنوع من الصرف.
جاء في سورة الإنسان 76: 15 (( وَيُطَافُ عَلَيهِم بِآنِيَةٍ مِن فِضَّةٍ وَأَكوَابٍ كَانَت قَوَارِيرَا )) بالتنوين مع أنها لا تُنّوَن لامتناعها عن الصرف؟ إنها على وزن مصابيح.
وجاء في سورة الإنسان 76: 4 (( إِنَّا أَعتَدنَال لكَافِرِينَ سَلاَسِلاً وَأَغلاَلاً وَسَعِيرا)) . فلماذا قال سلاسلاً بالتنوين مع أنها لا تُنوَّن لامتناعها من الصرف؟20 - تذكير خبر الاسم المؤنث.
جاء في سورة الشورى 42: 17 (( اللهُ الذِي أَنزَلَ الكِتَابَ بِالحَقِّ وَالمِيزَانَ وَمَا يُدرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ )) . فلماذا لم يتبع خبر لعل اسمها في التأنيث فيقول قريبة ؟21 -أتى بتوضيح الواضح.
جاء في سورة البقرة 2: 196 (( فَمَن لَم يَجِد فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الحَجِّ وَسَبعَةٍ إِذَا رَجَعتُم تِلكَ عَشَرَةٌ كَاِملَةٌ )) . فلماذا لم يقل تلك عشرة مع حذف كلمة كاملة تلافيا لإيضاح الواضح، لأنه من يظن العشرة تسعة؟22 - أتى بضمير فاعل مع وجود فاعل.
جاء في سورة الأنبياء 21: 3 (( وَأَسَرُّوا النَّجوَى الذِينَ ظَلَمُوا )) مع حذف ضمير الفاعل في أسرّوا لوجود الفاعل ظاهراً وهو الذين .23 - الالتفات من المخاطب إلى الغائب قبل إتمام المعنىز
جاء في سورة يونس 10: 21 (( حَتَّى إِذَا كُنتُم فِي الفُلكِ وَجَرَينَ بِهِم بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتهَا رِيحٌ عَاصِفٌ )). فلماذا التفت عن المخاطب إلى الغائب قبل تمام المعنى؟ والأصحّ أن يستمر على خطاب المخاطب.24 - أتى بضمير المفرد للعائد على المثنى.
جاء في سورة التوبة 9: 62 (( وَاللهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَن يُرضُوهُ )) . فلماذا لم يثنّ الضمير العائد على الاثنين اسم الجلالة ورسوله فيقول أن يرضوهما ؟25 - أتى باسم جمع بدل المثنى.
جاء في سورة التحريم 66: 4 (( إِن تَتُوبَا إِلَى اللهِ فَقَد صَغَت قُلُوبُكُمَا )) . والخطاب (كما يقول البيضاوي).موجّه لحفصة وعائشة. فلماذا لم يقل صغا قلباكما بدل صغت قلوبكما إذ أنه ليس للاثنتين أكثر من قلبين؟


الجواب :

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: 
فقبل الجواب عما سألت عنه، نريد أولا أن ننبهك إلى أن مثل هذا الموقع لا ينبغي مطالعته لمن ليس متحصنا بالعلم.
واعلم أن القرآن قد أنزل بلسان عربي مبين، وأتى فيه من أساليب البلاغة ما عجز أرباب اللغة عن مضاهاته والإتيان بمثله، كما قال الله تعالى: َفأْتُوا بِسُورَةٍ مِّنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ{البقرة:23}، فبهتوا حتى قال قائلهم وهو الوليد بن المغيرة: والله إن له لحلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإن أعلاه لمثمر، وإن أسفله لمغدق... كما عند عبد الرزاق وغيره.
ومع تحدي القرآن للعرب ووجود الدافع منهم للمعارضة والنقض والتشنيع، وانتفاء المانع ببلوغهم ذروة الفصاحة والبيان لم ينقل عن أحد منهم أنه طعن في لغة القرآن، بل غاية ما قالوا عنه: إنه سحر مفترى
والآن سنبدأ بالإجابة عما سألت عنه.
·    البقرة آية 196 (تلك عشرة كاملة)، قالوا إن الصواب هو : تلك عشرٌ كاملة. هذا جهل واضح باللغة؛ وذلك لأن الآية الكريمة تتعلق بالأيام. قال الله تعالى:  فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ {البقرة: 196}. ومعلوم أن اليوم مذكر، وأن التاء في العدد تكون مع المذكر وتحذف من المؤنث.
·    الأعراف آية 160 (اثنتي عشرة أسباطا)، قالوا إن الصواب هو: التذكير في الأول والإفراد في الثاني، أي: اثني عشر سبطا، والجواب عن ذلك هو أن تأنيث العدد فيه لأنه أراد بالأسباط القبائل، كما في قول الشاعر:
 وإن قريشا كلها عشر أبطن**** وأنت بريء من قبائلها العشر
 أراد بالبطن القبيلة، فأنث العدد كذا في تفسير الشوكاني، وقال ابن عاشور في التحرير والتنوير: وجيء باسم العدد بصيغة التأنيث في قوله (اثنتي عشرة) لأن السبط أطلق هنا على الأمة فحذف تمييز العدد لدلالة قوله أمما عليه.
 وأسباطا حال من الضمير المنصوب في (وقطعناهم) ولا يجوز كونه تمييزا لأن تمييز اثنتي عشرة ونحوه لا يكون إلا مفردا. وقوله: أمما بدل من أسباط أو من اثنتي عشرة، وعدل عن جعل أحد الحالين تمييزا في الكلام إيجازا وتنبيها على قصد المنة بكونهم أمما من آباء إخوة، وإن كل سبط من أولئك قد صار أمة، قال تعالى: وَاذْكُرُوا إِذْ كُنْتُمْ قَلِيلاً فَكَثَّرَكُمْ. مع ما يذكر به لفظ أسباط من تفضيلهم لأن الأسباط أسباط إسحاق بن إبراهيم عليه السلام.
النساء آية 162 وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ، قالوا إن الصواب: والمقيمون الصلاة. والجواب: ذكر الشوكاني في التفسير أنه اختلف في وجه نصبه على قراءة الجمهور على أقوال: الأول: قول سيبويه أنه نصب على المدح، قال سيبويه: هذا باب ما ينتصب على التعظيم، ومن ذلك والمقيمين الصلاة.
 وأنشد:

 لا يبعدن قومي الذين هم**** سم العداة وآفة الجزر
 النازلين بكل معترك**** والطيبون معاقد الأزر
 قال النحاس: وهذا أصح ما قيل في المقيمين.
· المائدة آية 69 وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَى، قالوا إن الصواب هو: والصابئين. والجواب كما قال الخليل وسيبوبه: الرفع محمول على التقديم والتأخير، والتقدير: إن الذين آمنوا والذين هادوا من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون، والصابئون والنصارى كذلك، وأنشد سيبويه وهو نظيره:
 وإلا فاعلموا أنا وأنتم**** بغاة ما بقينا في شقاق
 وقال ضابئ البرجمي:
      فمن يك أمسى بالمدينة رحله ****فإني وقيــار بهــا لغريب
 وقيل: إن "الصابئون" معطوف على المضمر في " هادوا " في قولالكسائي.
· المنافقون آية 10  وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ، قالوا إن الصواب هو: وأكون بالنصب. والجواب أن هذه الكلمة قرأها الجمهور (وأكن) بالجزم عطفا على محل فأصدق لأنه على معنى: إن أخرتني أصدق وأكن، وكذا قال أبو علي الفارسي وابن عطية وغيرهم.
 قال أبو شامة في شرح الشاطبية: وقرأ أبو عمرو -وأكون من الصالحين- عطفا على -فأصدق- لفظا وهي قراءة واضحة. وقرأ غيره بإسكان النون وحذف الواو لالتقاء الساكنين، ووجه ذلك أنه مجزوم عطفا على موضع فأصدق لأن الفاء لو لم تدخل لكان أصدق مجزوما لأنه جواب التحضيض الذي هو في معنى التمني والعرض، والكل فيه معنى الأمر، وما كان كذلك ينجزم جوابه على قاعدة في علم العربية مقررة: وإن كان فيه فاء انتصب... فلما كان الفعل المنتصب بعد الفاء في موضع فعل مجزوم كأنه جزاء الشرط حمل قوله (وأكن) عليه مثل ذلك قراءة من قرأ: من يضلل الله فلا هادي له ونذرهم...
·  آل عمران آية 59 : ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ، قالوا إن الصواب هو: فكان. والجواب أن المستقبل يكون في موضع الماضي إذا عرف المعنى كما قال أهل اللغة والمفسرون. انظر تفسير القرطبي.
·    الصافات آية 130 سَلامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ، قالوا إن الصواب هو: إلياس. والجواب أن إلياسين وإلياس اسم سرياني تكلمت به العرب على وجوه كما فعلوا في جبريل وميكال فقالوا: إلياسين كجبرائيل وإبراهيم وميكائيل. وقالوا: إلياس كإسحاق؛ كذا قال السخاوي في شرح الشاطبية، وقال ابن جنيالعرب تتلاعب بالأسماء الأعجمية تلاعبا، فياسين، وإلياس، وإلياسين شيء واحد. وذهب أبو عبيدة إلى أنه جمع جمع التسليم على أنه وأهل بيته سلم عليهم، وأنشد: قدني من نصر الخبيبين قدي... وإنما يريد أبا خبيب عبد الله بن الزبير فجمعه على أن من كان على مذهبه داخل معه. كذا في تفسير القرطبي.
·    التين آية 2 وَطُورِ سِينِينَ، قالوا إن الصواب هو : سيناء. والجواب أن طور سيناء وطور سنين هو موضع واحد وهو طور سيناء الذي كلم الله عليه موسى وليس جمعا، وإنما هما اسمان، ويمكنك أن تراجع كتب التفسير في هذا.
·    الحج آية 19 هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ ، قالوا إن الصواب هو: اختصما في ربهما. والجواب هو أن الخصام جرى بين فريقين، وقوله تعالى (اختصموا) للدلالة على أن كلا من الخصمين جماعة كبيرة، ولو قال اختصما لدل على التثنية الحقيقية، والضمير قد يلاحظ فيه لفظه أو معناه، والجواب عن هذه الشبهة هو مثل الجواب عن قوله تعالى وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا {الحجرات: 9}.
فالعرب قد تطلق لفظ الجماعة على الواحد وعلى التثنية، ومنه قوله:وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا المِحْرَابَ {ص 21} ثم قال: خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ {ص 22} وقال: فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا {التحريم 4} وقال:وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ {الأنبياء 78} وقال: بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ {النمل 35} والرسول واحد. وقال تعالى: أُولَئِكَ مُبَرَّأُونَ مِمَّا يَقُولُونَ {النور: 26} يعني عائشة وقيل عائشة وصفوان. وقال: وَأَلْقَى الْأَلْوَاحَ {الأعراف 15} وكانا اثنين كما نقل في التفسير، وقال: وَأَطْرَافَ النَّهَارِ {طـه: 130} وهما طرفان، وقال: إِنَّا مَعَكُمْ مُسْتَمِعُونَ {الشعراء 15} وقال: أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا لَا يَسْتَوُونَ {السجدة:18} وقال: الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ {آل عمران 173} وكان واحدا... وهذا كله صحيح في اللغة سائغ إذا قام عليه دليل.
·     الأنبياء آية 3  وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا {الأنبياء: 3}، قالوا إن الصواب: وأسر النجوى. والجواب أن هذا التركيب مطابق لقواعد اللغة العربية باتفاق علماء اللغة وإن اختلفوا في الفاعل الذي أسند إليه الفعل، والجمهور على أنه مسند للضمير، والاسم الظاهر بدل منه. قال ابن مالك في ألفيته:
 وجرد الفعل إذا ما أسندا***** لاثنين أو جمع كفاز الشهدا
 وقد يقال سعدا وسـعدوا***** والفعل للظاهر بعد مسـند
وخلاصة القول في الرد على هذه الشبه أنه يكفي لبيان بطلانها الرجوع إلى كتب اللغة والنحو والبلاغة، فيتضح أن ما زعموه أخطاءً هو موافق لنسق اللسان العربي وليس مخالفا له، ولو كان مثل ذلك يعد خطأ لسبقهم العرب المشركون وأهل الكتاب إلى إظهاره والتمسك به، وكانت دواعيهم لذلك متوفرة، ولكن الذي حصل أنهم اعترفوا بإعجازه، وخضعوا لفصاحته وبلاغته.
والله أعلم.
المقدمة: إن كان ما ورد في الكتاب العزيز ليس في عداد الشبهة كما هو ليس في عداد الخطأ لغة فما وصف بهذه الدعوى إنما هو دعوى مغالى فيها وما كان الباعث فيها إلا الجهل بحقائق اللغة العربية فلولا إذ ذهب هذا المدعي إلى مظان اللغة ودقائقها ثم تصفحها جيداً لعرف جيداً ان ليس في القرآن الكريم كما وصف من أخطاء وإليك الردود على التوالي كل ازاء الاشكال وفي النقاط التالية:
1 - فيما يتعلق برفع المعطوف على المنصوب إنما هو لحقيقة خفت على القارئ وهي ان الواو الواردة في قوله تعالى الداخلة على: (( الصابئون ))... (( إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون )) (المائدة _ 69), إنما هي للإستئناف وليست كما ادعي للعطف فما يرد بعدها جملة ابتدائية أولها المبتدأ المرفوع وما يلحقه الخبر فتدبّر جيداً (اعراب القرآن الكريم _ محي الدين الدرويش).
2 - فيما يتعلق بدعوى ان الفاعل ورد منصوباً في قوله تعالى: ((لاَ يَنَالُ عَهدِي الظَّالِمِينَ..)) (البقرة _ 124).
والجواب: لم يرد الفاعل منصوباً وإنما ورد في هذه القراءة الفاعل مرفوعاً محلاً وهو (عهدي) والظالمين مفعولاً به منصوباً ولا إشكال في الموضوع وقد فُسّرت هذه القراءة على أساس: ما نالك تناله, وقد قرأ بعضهم الآية هكذا: لا ينال عهدي الظالمون. فما ورد في الآية إنما هو اختلاف في قراءتها وليس موصوفاً بغلط لغوي. (كما أشار الطبرسي _ مجمع البيان).
3 - فيما يتعلق بتذكير خبر الاسم المؤنث: ((إِنَّ رَحمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ المُحسِنِينَ )) (الأعراف _ 56). قال الزمخشري: وإنما ذكرّ قريب على تأويل الرحمة بالرحم أو الترحم أو لانه صفة موصوف محذوف أي: شيء قريب أو لأن تأنيث الرحمه غير حقيقي.
4 - فيما يتعلق بتأنيث العدد وجمع المعدود : كما ورد في قوله تعالى: ((وَقَطَّعنَاهُمُ اثنَتَي عَشرَةَ أَسبَاطًا أُمَمًا...)) (سورة الأعراف _ 160), فإذا أعربنا الآية كانت (اثنتي عشرة) منصوبة به على الحال من مفعول قطعناهم أي فرقناهم معدودين بهذا العدد. وأسباطاً بدلاً من اثنتي عشرة, أي فرقة فيكون المعنى المراد: وقطعناهم اثنتي عشرة فرقة...
5 - الاشكال الوارد في جمع الضمير العائد على المثنى:. كما ورد في قوله: ((هَذَانِ خَصمَانِ اختَصَمُوا فِي رَبِّهِم...)) (الحج - 19). والجواب: لا إشكال فيما ورد لأن المتخاصمين كانوا فرقاً شتى وطوائف كثيرة.
6 - الإشكال في قوله تعالى: ((وَخُضتُم كَالَّذِي خَاضُوا...)) (التوبة _ 69), حيث لم يجمع اسم الموصول (الذي) فيكون: خضم كالذين خاضوا... والجواب: هو أن الكاف ومدخولها في محل نصب على المفعولية المطلقة فيكون التقدير : وخضتم خوضهم.
7 - الإشكال في الآية عطف المجزوم على المنصوب (( فاصدّق واكن...)) (المنافقون _ 10).
والجواب يتضح في اعراب الآية: كما ورد في اعرابها: الفاء عاطفة ... واكن فعل مضارع مجزوم بالعطف على محل: فاصدّق فكأنه قيل: إن أخّرتني أصدّق وأكن. وقرئ بنصب أكون واثبات الواو فتكون الواو للسببية وأصدّق بعد فاء السببية في جواب الطلب أي التحضيض واسم أكن مستتر تقديره أنا ومن الصالحين خبرها.
8 - الآية ((مَثَلُهُم كَمَثَلِ الَّذِي استَوقَدَ...)) (البقرة _ 17).
والإشكال في: ذهب الله بنورهم... وكان الصواب: ذهب الله بنوره... فقد ورد في الآية ما يشير إلى التشبيه التمثيلي وحقيقته أن يكون وجه الشبه فيه صوره منتزعة من متعدّد أي ان حال المنافقين في نفاقهم واظهارهم خلاف ما يسترونه من كفر كحال الذي استوقد ناراً ليستضيء بها ثم انطفأت فلم يعد يبصر شيئاً.
وقد وردت في هذا التشبيه مخالفة بين الضميرين فقد وحّد الضمير في (استوقد وحوله) نظراً إلى جانب اللفظ لأن المنافقين كلهم على قول واحد وفعل واحد وأما في جانب المعنى في (بنورهم وتركهم) فلكون المقام تقبيح أحوالهم وبيان ذاتهم وضلالهم فاثبات الحكم لكلّ فرد منهم واقع.
9 - ((لَّـكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي العِلمِ مِنهُم... )) (النساء _ 162).
الإشكال في عطف: والمقيمين على: لكن الراسخون في العلم…
يتضح في حقيقة الأعراب التالي:
الواو اعتراضيه والمقيمين نصب على المدح باضمار فعل لبيان فضل الصلاة. (كما قاله سيبويه وغيره) والتقدير: أعني أو أخص المقيمين الصلاة الذين يؤدونها على أوجه الكمال. فما ورد هنا من الاختلاف في ظاهر الأعراب إنما يشير إلى نكته بلاغية تلفت النظر إلى وجوب التأمل والتفكير, ومع ذلك فقد قرئ بالرفع أيضاً (والمقيمون)…
10 - الاشكال في قوله تعالى: ((وَلَئِن أَذَقنَاهُ نَعمَاء بَعدَ ضَرَّاء مَسَّتهُ )) (هود _ 10) وهو العلامة التي في ضراءَ وقد تصورها علامة نصب في حين ان الكلمة (ضراء) ممنوعة من الصرف مجرورة وعلامة جرها الفتحة نيابة عن الكسرة. وهي مجرورة بالاضافة. وما كان للسائل أن يخطأ أو يغيب عنه ما لا ينبغي له من السؤال كهذا.
11 - الاشكال في الآية: ((لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّاماً مَّعدُودَةً )) (البقرة _ 80). حيث أراد السائل وصف (أياماً) بـ معدودات بدلاً مما ورد . والجواب هو ان أياماً كجمع قلة على وزن أفعال وقد وصف بما يعني الكثرة لتهويل هذه الأيام وإن كانت إلى أجل.
مع ملاحظة ما ورد في اللغة العربية قول (ابن يعيش في شرح المفصل): ان العرب أحياناً تستعمل جمع الكثرة في مقام القلة واخرى بالعكس تستعمل جمع القلة فيما يعني الكثرة ومقامها.
12 - الاشكال في الآية (( أياماً معدودات )) (البقرة _ 183 _ 184). والجواب: لا إشكال في وصف (أياماً) بـ معدودات فأيام جمع قلة ومعدودات جمع مؤنث سالم يفيد القلة إنما وصفت الأيام هنا في هذه الآية تسهيلاً على المكلفين بصفتها وكونها (معدودات).
13 - جاء في سورة الصافات 123 _ 132: التردد بين كلمة إلياس وأل ياسين.
ففي تفسير إل ياسين قال الزمخشري انه قرئ على اِلياسين وادريسين وادرايسين على انها لغات في الياس وادريس ولعل لزيادة الياء والنون في السريانية معنى. وقيل المراد بياسين هذا: الياس فعلى هذا فهو مفرد مجرور علامة جره الفتحة لأنه غير منصرف للعلَمية والعجمه وقيل هو ومن آمن معه فجمعوا معه تغليباً كقولهم للمهلب المهلبون فعلى هذا هو مجرور بالباء لأنه جمع مذكر سالم.
14 - الإشكال في الآية: ((لَّيسَ البِرَّ أَن تُوَلُّوا وُجُوهَكُم … وَلكِنَّ البِرَّ مَن آمَنَ …)) (البقرة _ 177), ووجه الإشكال قوله: (مَن آمن) على أن يكون الصواب أن يقال ولكن البر أن تؤمنوا بالله لأن البر هو الإيمان لا المؤمن والجواب: - هو ان التقدير حذف المضاف أي بِرَّ مَن آمن وإنما جعل البر نفس مَن آمن للمبالغة.
15 - جاء في سورة البقرة _ 177: الاشكال في عطف المنصوب على المرفوع قوله تعالى: (( والصابرين في البأساء والضراء…)) بدلاً من القول والصابرون . والجواب هو: _ إن في قوله: ((والصابرين)) إشعاراً في القطع عن العطف ونصباً على المدح بفعل محذوف تقديره أمدح إشعاراً بفضل الصبر وتنويهاً بذلك الفضل.
16 - جاء في قوله تعالى: (( إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم… _ إلى قوله _ كن فيكون )) (آل عمران_ 59), والإشكال لماذا لم يقل: كن فكان. والجواب: الاشكال والغلط حقاً في اعتراضك الخاطئ لأنك لو أدركت دلالة الأمر والمضارع فيما ورد في اللغة العربية لما أشكلت هذا الاعتراض فاعتراضك يعني انك لا تعرف دلالة الأمر فدلالة الأمر إرادة الفعل في واقع الزمن الحاضر والمضارع يعني وقوع الفعل أما في الحاضر أو المستقبل فإذا عرفت هذه الحقيقة فكيف تجمع بين الفعل (كن) وبين (كان) الدالة على الماضي الذي مضى وانقضى أليس في هذا شطط فتدبر جيداً.
17 - الاشكال في عدم ورود جواب لـ (لما) في قوله تعالى: (( فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجمَعُوا أَن يَجعَلُوهُ فِي غَيَابَةِ الجُبِّ وَأَوحَينَآ إِلَيهِ…)) (يوسف _ 15). والجواب: ان جواب (لما) محذوف تقديره: فعلوا به ما فعلوه من الأذى.
18 - لرفع الإشكال كما تدعيه في آية (الفتح _ 8 / 9) راجع تفسير الآيتين.
19 - الاشكال في تنوين الممنوع من الصرف (الإنسان _ 15 و(الإنسان 4). (( ويطاف عليهم بآنية من فضة وأكواب كانت قواريرا…)). والجواب لم ترد كلمة (قواريرا) كما زعمت مصروفة وإنما وردت في حال الوقف بالألف ولا يعني الوقف تنويناً. أما قوله: (( اعتدنا للكافرين سلاسلاً وأغلالاً )): حيث قرئ بالصرف للمناسب مع اغلالاً كما قرأ بعض القراء الكلمة بالتنوين وصلاً وبالألف المبدلة منه وقفاً وهي قراءة الأعمش, قيل وهذا ما حكاه الأخفش من لغة من يصرف كل ما لا ينصرف إلا افعل. إذن المسألة لا تعدو أن تكون مسألة قَراءة قارئ ولا إشكال.
20 - الاشكال في تذكير خبر الاسم المؤنث: ((وَمَا يُدرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ )) (الشورى _ 17). فالتقدير (كما ورد) هو لعل مجيء الساعة قريب. وقال أبو البقاء: يجوز أن يكون ذُكّر على معنى الزمان أو على معنى البعث.
21 - الاشكال في سببب ايراد كلمة (كاملة): - (( فتلك عشرة كاملة )) في قوله تعالى: (( ثلاثة في أيام الحج وسبعة إذا رجعتم )). والجواب: أي إشكال إذا أريد وصف الخبر بصفة: فتلك عشرة كاملة. ففي الآية فن بياني رفيع ودقيق المأخذ ويسميه علماء البلاغة التكرير وحدّه انه يدل اللفظ على المعنى مردداً . والأمر إذا صدر من الآمر على المأمور بلفظ التكرير ولم يكن مؤقتاً بوقت معين كان في ذلك أهابة إلى المبادرة لامتثال الأمر والانصياع للحكم على الفور فتدبر جيداً.
22 - الاشكال في قوله تعالى. (( وَأَسَرُّوا النَّجوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا…)) (الأنبياء _ 3) حيث جيء بضمير الفاعل مع ذكره ظاهراً.
والجواب يتضح في اعراب الآية المذكورة: (أسورا النجوى: فعل وفاعل ومفعول به والذين بدل من الواو في (أسرّوا) اشعاراً بأنهم الموسومون بالظلم الفاحش الذين جاؤوا به وجملة ظلموا صلة لا محل لها من الاعراب.
23 - وجه الاشكال في قوله تعالى (سورة يونس _ 21) هو الالتفات من المخاطب إلى الغائب قبل اتمام المعنى. الجواب: قال الرازي: الانتقال من مقام الخطاب إلى مقام الغيبة في هذا المقام دليل المقت والتبعيد كما ان عكس ذلك في قوله تعالى: (( إياك نعبد )) دليل الرضا والتقريب)).
24 - الاشكال في قوله تعالى: (( وَاللّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَن يُرضُوهُ …)) (التوبة _ 62) فلماذا لم يثنَ الضمير العائد على الاثنين اسم الجلالة ورسوله فيقول: ان يرضوهما . والجواب: _ انما وحّد الضمير لتلازم الرضاءين, وافراد الضمير في يرضوه أما للتعظيم للجناب الإلهي بافراده بالذكر ولكونه لا فرق بين ارضاء الله وارضاء رسوله فارضاء الله ارضاء لرسوله أو المراد أحق أن يرضوه ورسوله كذلك كما قال سيبويه ورجحه النحاس أو لأن الضمير موضوع موضع اسم الإشارة فانه يشار به الى الواحد المتعدد.
25 - الآية أتت باسم جمع بدل المثنى كما ورد قوله تعالى: (( إِن تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَد صَغَت قُلُوبُكُمَا …)) (التحريم _ 4), فلم يقل فقد صغا قلباكما. والجواب: انه أتى بالجمع في قوله (قلوبكما) وساغ ذلك لاضافته إلى مثنى وهو ضميراهما والجمع في مثل هذا أكثر استعمالاً من المثنى والتثنية دون الجمع والقياس أن يعبر عن المثنى بالمثنى ولكن كرهوا اجتماع اثنتين فعدلوا إلى الجمع لأن التثنية جمع في المعنى والافراد لا يجوز عند البصريين إلاّ في الشعر.



و لمعومات أكثر يرجى مشاهدة وثائقي the signs من هنا

المصادر :


http://www.aqaed.com/faq/1948/


تلتقون مع الجزء الثالث غدا ان شاء الله في نفس الوقت


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق