الأربعاء، 9 مايو 2012

حفظ القرآن و 1000 حديث قبل العاشرة و هو الآن عالم صغير

للوهلة الأولى ينتاب المرء شعور غامض وحالة من الذهول وهو يحاور الطفل عبد الله شغّالة ذو الربيع العاشر من عمره وهو يتحدث بلغة عربية فصحى تكاد تخلو من الأخطاء النحوية و الإعرابية , فلولا براءة صوته وعفوية تصرفاته وصغر سنه وحجمه لجزم بأنه أمام شاب واع متعلم فتح الله عن ذهنه وبصيرته ليحفظ القرآن مع أحكام التجويد غيباً ... وليذهل المستمع بتعلمه لألف حديث نبوي شريف ... وليجعل نفوس الحضور تحلق في عالم الشعر المتنوع من خلال إتقانه لأكثر من ألف بيت من متفرقات الشعر.‏
 لكن واقع الحال يوقظ المرء من ذهوله واستغرابه, فعبد الله مجرد طفل صغير لكنه ليس كعامة الأطفال, ففي ذكائه ونبوغه وسرعة استيعابه ما جعله متميزاً ... بل ومتفوقاً على أقرانه من الأطفال حينما منحه الله عقلاً واعياً وذهناً صافياً وذاكرة قوية تساعده على حفظ وتذكر صفحة كاملة من القرآن الكريم لمجرد إلقائها مرتين أمامه ...
ولذلك فليس غريباً أن يذهل علماء الدين والذين وصفوه بالطفل المعجزة لكونه أصغر حافظ للقرآن في العالم , 
فقد بدأ في حفظ القرآن وهو في ربيعه الثالث وخلال عام ونيف تعلم القرآن غيباً 
ولم يمض إلا عدة شهور حتى أتبع ذلك بتعلمه لأكثر من ألف حديث نبوي وأكثر من ألف بيت من الشعر. فكيف بدأت قصة هذا الطفل المعجزة ؟

قصته مع القرآن :‏ 
مستغرباً لقوة ذاكرة ولده وسرعة حفظه, 
قرر (أحمد) والد الطفل بعد هذه الحادثة أن يوظف بداية هذه الطاقة لدى ولده في مجال قراءة القرآن, فشرح الأمر لزوجته وبدآ سوية في قراءة بعض السور على مسامع الطفل الذي سرعان ما كان يردد ما يسمعه لمجرد سماعه مرة ثانية , ورغم أن الأمر في بدايته كان يمثل آيتين من بعض السور , ورغم ما كان يعاني منه الطفل من صعوبة في لفظ بعض مخارج الحروف , إلا أن والديه قررا المتابعة والاستمرارية في الاهتمام به فوضعا جل وقتهما في رعايته وتعليمه, وما هي إلا عدة شهور حتى أصبح الطفل ينطق بلغة سليمة دقيقة ويدهش أهله بذكائه وسرعة حفظه واستيعابه يوماً بعد يوم , فتفرغ له الأهل بشكل كبير وبدأ والده بتعليمه القراءة والكتابة وصار يصطحبه معه دائماً إلى المسجد ويجعله يستمع إلى الدروس الدينية وخطب الجمعة وذلك إضافة إلى تخصيص الوقت الكافي يومياً لتعليمه القرآن وأحكام التجويد .‏ وكثيراً ما كان والد الطفل يرجع إلى والده الشيخ عبد الله شغّالة أي جد الطفل لأبيه في كثير من المسائل والقضايا التي يجد فيها صعوبة في تفسيرها وتلقينها لولده , وذلك لكون جد الطفل عالماً من علماء مدينة حلب وإماماً وخطيباً ومدرساً في جمعية التعليم الشرعي (الشعبانية) منذ أكثر من نصف قرن , ولم يكمل الطفل عبد الله عامه الخامس إلا وكان يحفظ القرآن الكريم غيباً بالكامل مع ألف حديث شريف وأكثر من ألف بيت من متفرقات الشعر .‏ 

علامات الذكاء وحوادث تُذكر :‏ 
وشيئاً فشيئاً ذاع صيت الطفل عبد الله في حلب وأصبح بنبوغه وذكائه يعادل في مستواه من هم في الصف السابع أو الثامن , ما دفع بوالده إلى تعيين مدرس خاص له لكل مادة , فبرع الطفل في المواد العلمية والأدبية وأبدع في العلوم الدينية وأتقن أصول علم الحاسوب , وكان أول طفل ينال شهادة في علم المعلوماتية ولم يتجاوز السابعة من عمره بعد , وعلى مشارف عامه التاسع سعى والد الطفل جاهدا لدى مديرية التربية بحلب لإجراء سبر معلومات لولده 
وتسجيله في الصف السادس الابتدائي على أقل تقدير ونتيجة للمتابعة وبتوجيه من السيد الرئيس التقى وزير التربية السابق بالطفل عبد الله وكان أن أعجب الوزير بالطفل أيما إعجاب بعد امتحانه , وزاد في إعجابه حصول الطفل على المرتبة الأولى في مسابقة حفظ القرآن التي أجرتها وزارة الأوقاف السورية عام /2001/ حيث كان أصغر المتسابقين الذين تتراوح أعمارهم بين / 14 - 30 / عاماً في حين لم يتجاوز عمر عبد الله آنذاك الخمسة أعوام , 
ونتيجة لتفوق الطفل بعد سبر معلوماته تقرر تسجيله في المدرسة ولكن ليس في الصف السادس كما أراد والده بل مباشرة إلى الصف السابع وبامتياز حيث بدأ الطفل فعلاً بمتابعة تحصيله الدراسي في إعدادية التعليم الشرعي‏ .

انطلاقة الطفل عبد الله :‏ 
لدى معرفته بموهبة الطفل تبنى الأستاذ (عبد الله الحمر) السفير القطري في سورية موضوع سفر الطفل عبد الله إلى قطر ليشارك في برنامج (دوحة الصائم) ,الذي كان يعرض في الدوحة آنذاك.‏ 
ومن هناك , كانت نقطة الانطلاقة الأولى للطفل عبد الله ليتعرف على الشيوخ وعلماء الدين 
وليلتقي به الشيخ يوسف القرضاوي الذي وصفه بالطفل العبقري , والشيخ الحبيب علي زين العابدين الجفري الذي تنبئ له بمستقبل واعد كبير, والشيخ عبد المعز عبد الستار أستاذ القرضاوي الذي احتضنه وسماه (العالم الصغير), وليشارك الطفل بعدئذٍ في البرنامج الديني للشيخ محمد حسين يعقوب لأكثر من مرة وليحظى بعد كل ذلك بشرف لقاء المغفور له سمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس دولة الإمارات المتحدة الذي غمره بحنانه وعطفه و أوصى به وبخاصة بعد أن كُرِّم الطفل بجائزة راشد بن أحمد المعلا للقرآن الكريم 
والثقافة الإسلامية في أم القيوين, ونيله الجائزة الأولى في هذه المسابقة كأصغر حافظ للقرآن في العالم , حيث وصفه المستشار جاسم سيف بو عصيبة أمين عام الجائزة بقوله:
( نفخر عندما نشارك في الاحتفاء بهذا الطفل ونكرمه ), وليتصدر هذا الطفل المعجزة بعد فترة من الزمن عناوين العديد من الصحف والمجلات وليكون ضيف العديد من المحطات الفضائية التي راحت تبرزه كأصغر حافظ للقرآن في العالم الإسلامي .‏ 

على دروب الدراسة والتحصيل العلمي والديني :‏ 
ويعود عبد الله إلى مسقط رأسه في حلب بعد زيارات كثيرة للعديد من بلدان الوطن العربي 
وليستمر والده بالإشراف عليه بمساعدة لا تنقطع من جده, ويواصل الطفل تعلمه ودراسته
وينغمس أكثر في الأحاديث النبوية ويواصل بشغف ويتابع تحصيله الديني في مجال أحكام التجويد وتفسير القرآن وسير الصحابة وفي مختلف أمور الفقه والدين الإسلامي , 
ورداً وفي أسئلة طرحتها الثورة على الطفل عبد الله والتي تمثلت بموضوع الكتاب الذي انتهى من تأليفه مؤخراً و نوعية أصوات المقرئين المحببة لديه ,وماذا يطمح أن يصبح في المستقبل 
و بماذا ينصح أبناء جيله ممن هم في مثل سنه؟
أجاب الطفل المعجزة بثقة الكبار فقال :
 أسمع للشيخ سعد الغامدي والشيخ عبد الباسط والشيخ الحذيفي والشيخ السديسي والشيخ محمد أيوب يوسف ,أما بخصوص موضوع الكتاب فهو بعنوان ( القراءات القرآنية في مختار الصحاح ) وقد تبنت أكثر من جهة محلية وعربية طباعة باكورة أعمالي , وأتمنى أن أصبح في المستقبل عالماً في الشريعة , وذلك لأن الرسول (صلى الله عليه و سلم ) قال :
إن لله أهلين , قيل : من هم يا رسول الله , قال : أهل القرآن هم أهل الله وخاصته), وأنا أنصح أبناء جيلي بأن يتعلموا القرآن , وعندما سألناه لماذا القرآن حصراً أجاب :لأن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : قال ( خيركم من تعلم القرآن وعلمه ).‏

                               المصدر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق