"الحاجة أم الاختراع" مقولة شائعة تعني أن الإنسان قد يخترع أشياء تحت ضغط حاجة ملحة أو مستعجلة، فيهتدي إلى اختراع معين يعالج به مسألته أو يحل به مشكلته، لكن بالنسبة لبعض الشباب المغربي المخترع، ليست الحاجة دوما حافزا على الاختراع، إنما الموهبة والذكاء العلمي والطموح المعرفي هي أدوات فعالة دفعت بكثير من الشباب الجاد في المغرب لارتقاء سلم الاختراعات العلمية التي قد تبدو في الوهلة الأولى بسيطة لكنها ذات فوائد جمة ومنافع هامة.لكن مع ذلك فهُم ـ أي هؤلاء المخترعون ـ في حاجة أيضا إلى شيء من الاهتمام من قِبَل المسئولين المغاربة ومن يذلل لهم الصعاب خاصة أن مجال الاختراعات يحتاج إلى بعض المساعدة المادية واللوجيستيكية.
اختراعات لذوي الاحتياجات الخاصة
ولعل أحد أبرز المخترعين الشباب في المغرب هو يوسف آيت علي، شاب في ربيعه الثامن والعشرين يمتلك في جعبته أكثر من عشرة اختراعات أغلبها خصصها لفئة المعاقين وذوي الاحتياجات الخاصة. وهذا المخترع الطموح استطاع أن يحصل خلال مسيرته "الاختراعية" على شهادة لشركة عالمية للاختراع بالولايات المتحدة الأمريكية، وعلى شهادة التكوين من المكتب العالمي للملكية الفكرية بجنيف.
ومن بين أهم اختراعات يوسف الاختراع الجديد "سوريو" الذي قدمه قبل أشهر قليلة وهو موجه للأشخاص الذين يعانون شللا نصفيا أو من لا يملكون الأطراف العلوية بسب بتر أو ما شابه، حيث يمكن لهذا المعاق من خلال الجهاز/الاختراع أن يضعه تحت طاولة الحاسوب ويتحكم فيه بواسطة إحدى رجليه، ليعتمد عليه في استخدام جهاز الحاسوب.
وينقسم الجهاز المذكور حسب ما قدم به يوسف أيت علي اختراعه للصحافة المحلية إلى نوعين من ناحية ارتباطه بالحاسوب، النوع الأول يرتبط بالحاسوب عن بعد أي بواسطة ذبذبات الراديو، والنوع الثاني يرتبط بالحاسوب عبر "حبل يوسبي".
وقبل هذا الاختراع، تمكن الشاب يوسف من إنجاز ساعة تساعد المكفوفين على قطع الطريق عبر معرفة إشارات المرور، واختراع آخر عبارة عن جهاز مكون أساسا من شاشة إلكترونية خاصة بسيارات الأجرة تحدد السرعة. ثم له اختراعات أخرى لو تم تطبيقها في المغرب لارتاح الناس والدولة أيضا من عبء التكاليف الباهظة للطاقة؛ مثل اختراعه جهازا لإنتاج الطاقة عن طريق استغلال المياه العادمة..
أمية وجوال وتحديد سرعة
واستطاع مخترع آخر هو إبراهيم زريبة أن يخترع أول جهاز في العالم لمحاربة الأمية عن بعد، ويعمل بتكنولوجيا رقمية متقدمة تمكن المعلم والمتلقي وأيضا الوسيط من العمل جميعا عن بعد عبر الشبكة العنكبوتية. ويعرف المخترع بنفسه إنجازه بكونه يسمح لمستعمله الأمي تعلم القراءة والكتابة والحساب بطريقة ذاتية وشخصية في اتصال سمعي ومرئي مباشر مع المدرس الوسيط وزملائه المتعلمين.
أما ماجد البعزاوي فهو مخترع شاب (30 عاما) يعمل مهندسا، تمكن منذ زهاء سنتين من اختراع هاتف نقال يعمل بالصوت والصورة وفق نظام "فيديوفون"، مع استغناء المستعمل عن رخص الهواتف النقالة من الجيل الثالث. ويرتكز اختراعه ـ الذي حصل بفضله على الميدالية الذهبية بمعرض "جنيف" الدولي للاختراعات والابتكارات عام 2005ـ على "استغلال تقنيات دقيقة للاتصال بالصوت والصورة من خلال شبكات الاتصال التي صممت في الأصل لنقل الصوت فقط". ولهذا المخترع المغربي إنجازات أخرى لعل أهمها اختراعه منبهاً لأعطاب السيارات، وأيضا جهاز إرسال واستقبال يرفع من سعة قنوات الإرسال، ثم اختراع أعلن عنه.
المخترع ماجد قبل أشهر قليلة هو عبارة عن جهاز لتحديد السرعة يوضع على الواجهة الأمامية للسيارة ويسجل السرعة التي تسير بها، و يهدف إلى تدارك الأخطاء التي قد تقع فيها أجهزة "الردارات" المكلفة بتحديد السرعة.
مطرب الحي..
وغير يوسف وإبراهيم وماجد مخترعون شباب مغاربة آخرون استطاعوا أن ينجزوا اختراعات متفاوتة القيمة والفعالية والجودة، لكنهم جميعا يتميزون بالقدرة على الإبداع والابتكار العلمي، فمنهم من ارتكز على تعليمه التقني ليحقق ذلك، ومنهم من اعتمد فقط على ذكائه وسرعة بديهته وحبه لعالم الاختراعات التقنية، فاخترع ما اخترعه، والأمل يحذوهم كلهم بأن يتمكنوا يوما ما من إنجاز اختراع يقوم له العالم ولا يقعد.
غير أنه بالمقابل، يمكن تسجيل ملاحظة لابد منها حول موضوع المخترعين المغاربة، كون جلهم لا يحظون باهتمام رسمي يكون في حجم ما يقدمونه لبلدهم وللناس أجمعين، فهناك من تنكرت له بعض المؤسسات، وهناك من المخترعين من تجاهله المسئولون أو أرجئوا مشاريعه لأسباب تقنية أو مالية، ومنهم من لم يجد حتى فرصة عرض اختراعه أمام الجهات المعنية بالاختراعات؛ مما جعل بعضهم يعتمد على إمكانياته الذاتية لشرح وعرض مخترعاته داخل البلاد..
والعجيب من كل هذا أن المكافأة والجوائز تأتي من خارج المغرب، مثل ما حدث مع المخترعين يوسف وماجد وغيرهما، حيث يتلقون دعوات لتقديم اختراعاتهم من معارض عالمية في جنيف وباريس وروما وغيرها من العواصم الأوروبية الكبرى، لأن المسئولين في الغرب فطنوا لأهمية الاختراعات ومدى إمكانيتها تحسين ظروف عيش فئات عديدة من الناس، لهذا تجدهم حريصين على الاحتفاء بهؤلاء المخترعين وإكرامهم وتتبع خطواتهم، عكس الحال عندنا في كثير من البلاد العربية.
غير أنه بالمقابل، يمكن تسجيل ملاحظة لابد منها حول موضوع المخترعين المغاربة، كون جلهم لا يحظون باهتمام رسمي يكون في حجم ما يقدمونه لبلدهم وللناس أجمعين، فهناك من تنكرت له بعض المؤسسات، وهناك من المخترعين من تجاهله المسئولون أو أرجئوا مشاريعه لأسباب تقنية أو مالية، ومنهم من لم يجد حتى فرصة عرض اختراعه أمام الجهات المعنية بالاختراعات؛ مما جعل بعضهم يعتمد على إمكانياته الذاتية لشرح وعرض مخترعاته داخل البلاد..
والعجيب من كل هذا أن المكافأة والجوائز تأتي من خارج المغرب، مثل ما حدث مع المخترعين يوسف وماجد وغيرهما، حيث يتلقون دعوات لتقديم اختراعاتهم من معارض عالمية في جنيف وباريس وروما وغيرها من العواصم الأوروبية الكبرى، لأن المسئولين في الغرب فطنوا لأهمية الاختراعات ومدى إمكانيتها تحسين ظروف عيش فئات عديدة من الناس، لهذا تجدهم حريصين على الاحتفاء بهؤلاء المخترعين وإكرامهم وتتبع خطواتهم، عكس الحال عندنا في كثير من البلاد العربية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق