الخميس، 24 مايو 2012

حوار الأديان 3 : تأكيد لما سبق و اضافات


البحث في مكان بعثة النبي في التوراه

تذكر التوراة المكان الذي نشأ فيه إسماعيل عليه السلام، فقد جاء في سفر التكوين: "وفتح الله عينيها فأبصرت بئر ماء فذهبت وملأت القربة ماءً وسقت الغلام وكان الله مع الغلام فكبر. وسكن في البرية وكان ينمو رامي قوس. وسكن في برية فاران"
وقد أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى أن إسماعيل عليه السلام كان رامياً، فقد مر على نفر من قبيلة أسلم يرمون بالسهام فقال لهم: (ارْمُوا بَنِي إِسْمَاعِيلَ فَإِنَّ أَبَاكُمْ كَانَ رَامِيًا).
نقلا عن كتاب بينات الرسالة للشيخ الزنداني ص22: 23 .
كما جاء في التوراة في سفر أشعيا: " وحي من جهة بلاد العرب " وهذا إعلان عن المكان والأمة التي سيخرج منها الرسول حاملاً الوحي من الله إلى الناس ويأتي تحديد آخر للمكان الذي سترتفع فيه الدعوة الجديدة بشعاراتها الجديدة التي ترفع من رؤوس الجبال ويهتف بها الناس، فتقول التوراة في سفر أشعيا: "غنوا للرب أغنية جديدة، تسبيحهُ من أقصى الأرض، أيها المنحدرون في البحر وملؤه، والجزائر وسكانها، لترفع البرّية ومدنها صوتها الديار التي سكنها قيدار. لتترنم سكان سالع من رؤوس الجبال ليهتفوا" 
والأغنية عندهم هي الهتاف بذكر الله الذي يرفع به الصوت من رؤوس الجبال، وهذا لا ينطبق إلا على الأذان عند المسلمين، كما أن سكان سالع، والديار التي سكنها قيدار هي أماكن في جزيرة العرب، وكل ذلك يدل على أن مكان الرسالة الجديدة والرسول المبشر به هو جزيرة العرب.
وجاء في التوراة في سفر التثنية: "جاء الرب من سيناء وأشرق لهم من ساعير وتلالأ من جبل فاران". ويرى بعض شراح التوراة ممن أسلم أن هذه العبارة الموجودة في التوراة تشير إلى أماكن نزول الهدى الإلهي إلى الأرض . 
فمجيئه من سيناء : إعطاؤه التوراة لموسى عليه السلام
وإشراقه من ساعير : إعطاؤه الإنجيل للمسيح عيسى عليه السلام. وساعير : سلسلة جبال ممتدة في الجهة الشرقية من وادي عربة في فلسطين وهي الأرض التي عاش فيها عيسى عليه السلام.
وتلألؤه من جبل فاران : إنزاله القرآن على محمد صلى الله عليه وسلم. وفاران هو الاسم القديم لأرض مكة التي سكنها إسماعيل عليه السلام.
وجاء في التوراة أن داود عليه السلام يترنم ببيت الله ويتمنى أن يكون فيه، ويعلل ذلك بمضاعفة الأجر هناك وتقول التوراة نقلاً عنه: " ما أسعد أولئك الذين يتلقون قوتهم منك، الذين يتوقون لأداء الحج إلى جبل المجتمع الديني الذي خَلُصَ لعبادة الله وهم يمرون عبر وادي بكه الجاف فيصبح مكاناً للينابيع" 
وفي نسخة أخرى : " فيصيرونه بئراً أو ينبوعاً" ووادي بكة قد ورد ذكره في القرآن الكريم وأنه هو الذي فيه البيت الحرام قال تعالى: ﴿إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ(96)فِيهِ ءَايَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ ءَامِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ(97)﴾ (آل عمران:96-97). 
وقد ذكر الله جفاف هذا الوادي بقوله سبحانه وهو يذكر دعاء إبراهيم عليه السلام: ﴿رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ …﴾ (إبراهيم:37). ومعلوم أن هذا الوادي الجاف قد جعل الله فيه بئر زمزم عندما سكنت هاجر فيه مع ابنها إسماعيل عليه السلام.
نقلا عن كتاب بينات الرسالة للشيخ الزنداني ص23: 27 .
البحث في سيادة دعوة النبي في الانجيل
وتأمل قول المسيح: ((إن أركون العالم سيأتي)) وأركون العالم هو سيد العالم وعظيمه.
ومن الذي ساد العالم وأطاعه العالم بعد المسيح غير النبي صلى الله عليه وسلم؟ ! وتأمل قول النبي صلى الله عليه وسلم وقد سئل ما أول أمرك قال: ((أنا دعوة أبي إبراهيم، وبشرى عيسى)).
وطابق بين هذا وبين هذه البشارات التي ذكرها المسيح، فمن الذي ساد العالم باطنا وظاهرا وانقادت له القلوب والأجساد، وأطيع في السر والعلانية في محياه وبعد مماته في جميع الأعصار، وأفضل الأقاليم والأمصار، وسارت دعوته مسير الشمس، وبلغ دينه ما بلغ الليل والنهار، وخرت لمجيئه الأمم على الأذقان، وبطلت به عبادة الأوثان، وقامت به دعوة الرحمن، واضمحلت به دعوة الشيطان، وأذل الكافرين والجاحدين، وأعز المؤمنين، وجاء بالحق وصدق المرسلين.
حتى أعلن بالتوحيد على رؤوس الأشهاد، وعبد الله وحده لا شريك له في كل حاضر وباد، وامتلأت به الأرض تحميدا وتكبيرا الله وتهليلا، وتسبيحا، واكتست به بعد الظلم والظلام عدلا ونورا.
مطابقة قول المسيح لقول محمد صلى الله عليه وسلم
وطابق بين قول المسيح : ((أن أركون العالم سيأتيكم)) وقول أخيه محمد صلى الله عليه وسلم: ((أنا سيد ولد آدم ولا فخر، آدم فمن دونه تحت لوائي، وأنا خطيب الأنبياء إذا وفدوا، وإمامهم إذا اجتمعوا، ومبشرهم إذا أيسوا، لواء الحمد بيدي، وأنا أكرم ولد آدم على ربي)).
نقلا من كتاب هداية الحيارى لابن القيم الفصل الرابع.
البحث في صفات دين النبي في التوراه
وجاء في صفة الدين الصلاة كتفاً إلى كتف: فقد جاء في التوراة في سفر صفنيا ما يأتي: "لأني حينئذ أحول الشعوب إلى شَفة نقية ليدعوا كلهم باسم الرب ليعبدوه بكتف واحدة"
وبالإسلام توحدت لغة العبادة لله ، فيقرأ القرآن في الصلاة بلغة واحدة هي العربية، ويصفون كتفاً إلى كتف .
نقلا عن كتاب بينات الرسالة للشيخ الزنداني ص37: 38 .
البحث في صفات دين النبي في الانجيل
تحويل القبلة
فقد جاء في إنجيل (يوحنا) ما يأتي : إن امرأة سامرية تقول لعيسى عليه السلام : " آباؤنا سجدوا في هذا الجبل وأنتم تقولون إن في أورشليم الموضع الذي ينبغي أن يسجد فيه، قال لها يسوع يا امرأة صدقيني أنه تأتي ساعة لا في هذا الجبل ولا في أورشليم تسجدون"
وهذا إعلان بأن القبلة ستتحول من بيت المقدس. ولا يكون ذلك إلا على يد رسول، كما حدث على يد النبي صلى الله عليه وسلم
وفقاً لأمر الله القائل: ﴿… فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ ﴾(البقرة:144).
نقلا عن كتاب البشارات للشيخ الزنداني ص38: 39 .
الهداية إلى جميع الدين الحق
فقد جاء في إنجيل (يوحنا) ما يأتي: يقول عيسى عليه السلام :"إن لي أموراً كثيرة أيضاً لأقول لكم ولكن لا تستطيعون أن تحتملوا الآن. وأما متى جاء ذاك روح الحق فهو يرشدكم إلى جميع الحق لأنه لا يتكلم من نفسه بل كل ما يسمع يتكلم به ويخبركم بأمور آتيه "
قال الله تعالى : ﴿… وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ ﴾ (النحل:89). وقال تعالى: ﴿وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى(3)إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى(4)﴾ (النجم:3-4).
نقلا عن كتاب البشارات للشيخ الزنداني ص39 .
((الوجه الخامس)): ما في الإنجيل: ((إن المسيح قال للحواريين:إني ذاهب وسيأتيكم الفارقليط روح الحق، لا يتكلم من قبل نفسه، إنما هو كما يقال له، وهو يشهد علي وأنتم تشهدون لأنكم معي من قبل الناس، وكل شيء أعده الله لكم يخبركم به))
وفي إنجيل يوحنا: ((الفارقليط لا يجيئكم ما لم أذهب، وإذا جاء وبخ العالم على الخطيئة، ولا يقول من تلقاء نفسه ولكنه مما يسمع به، ويكلمكم ويسوسكم بالحق، ويخبركم بالحوادث والغيوب)).وفي موضع آخر ((ابن البشر ذاهب والفارقليط من بعده يحبي لكم بالأسرار ويفسر لكم كل شيء، وهو يشهد لي كما شهدت له، فإني أجيئكم بالأمثال وهو يأتيكم بالتأويل)).
قال أبو محمد بن قتيبية:وهذه الأشياء على اختلافها متقاربة، وإنما اختلفت لأن من نقلها عن المسيح صلى الله عليه وسلم في الإنجيل من الحواريين عدة، ((والفارقليط)) : بلغتهم لفظ من ألفاظ الحمد، أما أحمد، أو محمد، أو محمود، أو حامد، أو نحو ذلك، وهو في الإنجيل الحبشي ((ابن نعطيس)).
وفي موضع آخر ((إن كنتم تحبوني فاحفظوا وصاياي، وأنا أطلب من الأب أن يعطيكم فارقليطا آخر يثبت معكم إلى الأبد، ويتكلم بروح الحق الذي لم يطق العالم أن يقبلوه لأنهم لم يعرفوه، ولست أدعكم أيتاما إني سآتيكم عن قريب)).
وقد اختلف في ((الفارقليط)) في لغتهم فذكروا فيه أقوالا ترجع إلى ثلاث: ((أحدهما)): إنه الحامد والحماد أو الحمد كما تقدم، ورجحت طائفة هذا القول، وقال الذي يقوم عليه البرهان في لغتهم:أنه الحمد، والدليل عليه قول يوشع: ((من عمل حسنة يكون له فارقليط جيد)) أي حمد جيد.
((والقول الثاني)) :وعليه أكثر النصارى أنه المخلص والمسيح نفسه يسمونه المخلص، قالوا:وهذه كلمة سريانية ومعناها المخلص، قالوا:وهو بالسريانية فاروق، فجعل ((فارق)) قالوا:و((ليط)) كلمة تزاد، ومعناها:كمعنى قول العرب: رجل هو، وحجر هو، وفرس هو.
قالوا:فكذلك معنى ((ليط)) في السريانية.
وقالت طائفة أخرى من النصارى:معناه بالسريانية المعزّى قالوا:وكذلك هو في اللسان اليوناني.
فلا يستريب عاقل أن هذه الصفات لا تنطبق إلا على محمد صلى الله عليه وسلم، وذلك لأن الأخبار عن الله بما هو متصف به من الصفات، وعن ملائكته، وعن ملكوته، وعما أعده في الجنة لأوليائه، وفي النار لأعدائه، أمر لا تحتمل عقول أكثر الناس معرفته على التفصيل.
((أيضا)) فإن معنى الفارقليط إن كان هو الحامد، أو الحماد، أو المحمود، أو الحمد، فهذا الوصف ظاهر في محمد صلى الله عليه وسلم، فإنه وأمته الحمادون الذين يحمدون الله على كل حال، وهو صاحب لواء الحمد، مفتاح خطبته ومفتاح صلاته، ولما كان حمادا سمى بمثل وصفه، فهو محمد وزن مكرم ومعظم ومقدس، وهو الذي يحمد أكثر مما يحمده غيره ويستحق ذلك، فلما كان حمادا لله كان محمدا.
وقالت طائفة أخرى: بل هي صريح اسم محمد، قالوا: ويدل عليه أن ألفاظ العبرانية قريبة من ألفاظ العربية، فهي أقرب اللغات إلى العربية.
فإنهم يقولون لإسماعيل: شماعيل، وسمعتك: شمعتيني، وإياه: أو ثو، وقدسك: قدشيخا، وأنت: أنا، وإسرائيل: سيرائيل.
وجزاكم الله كل خير وبارك الله فيكم
سبحان الله العظيم
كل هذا الوضوح في ذكر اسم النبي عليه السلام والكفار لا يعقلون !!!!!
سبحان الله .


لا تنسوا الجزء الرابع و الأخير من هده المقالة غدا ان شاء الله تعالى في نفس الوقت

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق